12 avril 2023
لتّوبةِ والصّلاةِ والثّانية معَ الذّاتِ بالصّومِ وتحريرِ الإرادةِ من ضعفِها والثّالثة معَ إخوتِنا المعوزين بالتّصدّقِ عليهم لا بروحِ التّعالي بلْ بروحِ التّقاسمِ وبدافعٍ من المحبّة
تقولُ الامُّ تريزا :" "نحنُ أنفسُنا نشعرُ بأنَّ ما نعملُه هوَ قطرةٌ في محيطٍ ،لكنَّ المحيطَ سَيكونُ أقلَّ إذا لم نَعمل”. لِذلكَ قرّرَ مُتعلّمو الثَّالث الثّانويِّ في هذا الصَّومِ المباركِ ،أنْ يَكونُوا هذهِ القطرةَ في المحيطِ ،وأنْ يَعملُوا الفرقَ ،و لو كانَ قَليلًا،و ذلكَ من خلالِ حملةِ الصّومِ الّتي لم تَقتصِرْ على اليومِ الأوّلِ فقطْ بلْ على مدارِ الأربعينَ يومًا بِحيثُ عَاشَ الجَميعُ مُعَلّمُونَ وإداريّونَ ومُتعلّمونَ شراكةَ الرّغيفِ والحُبِّ معَ القَريبِ مُنتظرينَ برجاءٍ كبيرٍ بزوغَ أنوارِ القِيامةِ وذلكَ مِن خِلالِ جَمعِ الموادِ الغذائيّةِ فتوزّعَ المتطوّعونَ في المتاجرِ وانتشرَتْ عَرباتُ التَّسوّقِ التّضامُنيَّةُ في جميعِ الأقسامِ في الثّانويّةِ إلى أنْ تمَّ تقديمُ هذهِ الموادُ إلى العائلاتِ الّتي قسَتْ عَليها الظُّروفُ معَ مبلغٍ منَ المال.
أمّا النّشاطُ الثّاني فكانَ تَوجّهَ المتعلّمينَ برفقةِ الأختِ "تريز تابت" والمعلّمينَ إلى مطبخِ "مريم" لمؤَسِّسِهِ الأب "هاني طوق"في الكرنتينا. هذا المطبخُ الّذي يحضنُ الجميعَ ، بعيدًا عَنْ مَذهبٍ ،دينٍ ،أو جِنسيّةِ الشّخصِ فشَعرُوا بِفرحَةٍ دَاخليّةٍ عِندَما شارَكُوا في تحضيرِ وجباتِ الطّعامِ الّتي تُوزَّعُ في كلِّ أنحاءِ لبنان.
وفي ختامِ هذهِ الحملةِ كانَ لا بدَّ من تَقييمٍ فَعبَّرَ المتعلّمونَ عنْ شُعورِهِم بالأملِ و بالطُّمأنينةِ ودوّنوه على مجسّمِ "الملعقة" ، نعمْ، لبنانُ بِخيرٍ ، و العالَمُ بخيرٍ ، ما دامَ الأنسانُ يُفكِّرُ بأخِيهِ الانسان. كانتْ تجربة رائعة أثْرَتْ فيهم من ناحيةٍ أو من أخْرَى ، و عَلَّمتْهُم مَعنى الصَّومِ الحّقيقيِّ.