22 mai 2023
بعدَ أن تَكوَّنَ لدى متعلّمي الصَّفِّ الثّانويّ الثّاني تَصَوُّرٌ جَليٌّ عن مَاهيَّةِ الكَنيسةِ ورِسالتِها ودورِها في العالم، وعن انتمائِهِم العُضْويِّ فيها الّذي يبدأُ ببذرةٍ وينمو شجرةً وتَسقيه كلَّ يومٍ حياةُ النِّعمة بلا توقف، كانَ لا بدَّ أن يَلتقوا نفسًا ملتزمةً كنسيًا، لدَيها وجودٌ روحيٌّ وشَخصيّةٌ مُدركةٌ لِمُتَطَلِّباتِ الرّوحِ وتفْهَم أبعادَ النّعمةِ، وتَعي أهميّةَ الإلتزامِ في الكنيسةِ، فيتمثّلون بِها : إنّها من أُسرَتِهم المدرسيّةِ التي يُصادفُونَها كلَّ يومٍ، الأستاذ "داني شحود" نفسٌ تتحلّى بالخلقِ والأخلاقِ، تُعبِّرُ عن محبةِ اللهِ ووصيَّتِه المقدَّسةِ بالتزامِهِ في كنيستِه البيتيَّةِ والشّخصيّةِ والحَياتيّةِ " أن أفعـلَ مشيئتَك يا الله سُرِرْتُ وشريعتك وسطَ أحشائي"(مز40 : 8 ) تحدّثَ عنِ الأسبابِ الّتي أعاقَت إلتزامَهُ الكنسيَّ في بدايةِ حياتِهِ حينَ كانَ أعمى البَصيرةِ قبلَ أنْ يختارَ الحياةَ معَ المسيحِ ، الذي هو الطّريق، فسارَ معهُ هو "الكائن، ومصدَرُ الحياةِ، ووجدَ فيهِ مِثالَهُ، وبدأَ التزامًا ثلاثيًا وثالوثيًّا، أضاءَ سبيلَهُ بِمعنى الإلتزام معَ اللهِ ومعَ الآخرِ ومعَ الذّاتِ فكانَت له الحياة . كذا يقولُ الرّبّ: "جِئْتُ لِتكونَ لهم الحياةُ، وتكون وافرة" (يو 10: 10). كأعمى أريحا شَعرَ بحَضرةِ المسيحِ وتَمسَّكَ بهِ في قلبِهِ، فكانَ سرّ شفائِه صَوتُ المسيحِ في كلمةِ الحياةِ واهب النّورِ وكما يقولُ القِدِّيسُ يوحنا الذَّهبيّ الفَم : " صوتُ المسيحِ نورٌ للأعْمى لأنَّهُ كلمةُ النُّورِالحقيقيّ" وبذلكَ أَبصَرَ المتعلّمونَ أنَّنا عندَما نُدرِّبُ نفسَنا ونلتزمُ في الكنيسةِ فهذا يعني أنَّنا نعيشُ في الكنيسة !