Vous êtes ici

لمى ياغي

نبعٌ يتدفّقُ مُكوّنًا جداوِل وسواقي وأنهارًا مُتنوّعة المذاق غذاء للفكر والعقل والرّوح، تَرويعطشَ العاشق للمعرفة قانونًا تُجلّلُها حكمة ورويّة ورؤى. 

كانَت ساقيةً فصارَت في البحرِ سفينة_الرّيادةِ وعقولاً منفتحة الآفاق تمثّلُ الجيلَ الصّاعد من أبناءِلبنان : القاضي "لمى ياغي" من قُدامى ثانويّتنا، حائزة على المرتبة الأولى في لبنانَ في الشّهادةِ الثّانويّة فرع الآداب والانسانيّات. 

طالبةُ علمٍ سَعَت إليه من مَنابعِه وجذورِه العميقةِ فثابرَت على البحثِ والتّنقيب واجتهدَت فيالقانون. 

درسَتِ المحاماةَ لمدّةِ أربع سنواتٍ لكنّها عشقت القضاءَ فعُرِفت بنهجِها المعتدلِ وبحرصِها على إشاعةِ العدالةِ وعلى تَعميمِ الشّفافيّةِ فرفعَت ميزانَ العدالةِ إلى رِحابِ نورِ الحقّ. توزّعَت خطواتُها  بإتقانٍ وتفاعل واكتمال بينَ صِفتين : صفة لِهَيبةِ نيرانِ الحقّ والعدلِ والضّمير وصفة لخفقانِ أجنحةِ الوحي والحرّيّة. 

 عملُها متواصلٌ يتميّزُ بالموضوعيّة. تَقولُ قناعاتِها بكلّ حرّيّةٍ واحترامٍ وأناقة. تتمتّعُ بقدرةٍ نادرةٍ على التّركيزِ والتّعمّقِ في المسائلِ الشّائكة الّتي تطرحُها الاشكالاتُ القانونيّةُ فهي حازمةٌ حيثُ يجبُ ومرنةٌ حيثُ تدعو التّوازناتُ الضّروريّة.

 تعتبرُ أنّ على الانسانِ أن يبقى كما هو ولو غادرَ مقاعدَ الدّراسة وتدرّجَ في مناصبَ عديدة، هذه الصّفاتُ النّبيلةُ حملَتها إرثًا تجلّت على رِحابِ الوطن شعلةَ نورٍ وضياءٍ وإبداع. 

بالنّسبةِ إليها العدلُ ثقافةٌ تنتشرُ وتسودُ وليسَ عنفاً يُمارس، وإعطاءُ الحقوقِ لذويها ثقافةٌ تنتشرُ وتسودُ داخلَ المجتمعِ، ليصبحَ الظّلمُ بعدَ ذلك دَخيلاً ينتفضُ المجتمعُ كلُّه ضدَّه وضدَّ كلِّ أشكالِه. فإذا تربّى الفرْدُ على الَعدالةِ بَنيْنا مجتمعًا عادلاً أَساسُه الانسانُ ودافعُه العدلُ وهدفُهُ الكرامة.