الدكتورة رولا فرح صياد

أبحَرَت سسفينتها من ثانويّة راهبات القلبين الأقدسَين البوشريّة وقطعَت مسارًا طويلاً. فمن الجامعة اليسوعيّة حيثُ درسَت الطّبّ مخرَت سفينتُها عبابَ البحر إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة  حيثُ أنهت تخصّصها لكنّ تعلّقها بجذورها اللّبنانيّة أبى إلاّ أن تعود وترسو بها هذه السّفينة على الشّواطئ اللّبنانيّة. إنّها الدّكتور "رولا فرح صيّاد " الأخصّائيّة في طبّ الأطفال وأمراض الدّم والأورام لدى الأطفال. إندفاعٌ، نشاطٌ ، طموحٌ ، إشراقٌ ، إبتسامةٌ دائمة ، لياقة ...

فهي بردائها الأبيض كملاك الرّحمة ؛عند رؤيتها، تهدأ النّفوسُ وتطمئنّ وكإنسانٍ نبيل تبذلُ نفسَها ووقتها وحياتها ثمنَا لراحة الآخرين ولا سيّما الأطفال. في عيادتِها تنهمكُ ، تتاكّدُ من وصفةٍ ، تُجيبُ على اتّصال وتُنسّقُ لمقابلة معنا. إنّها فخورة بكونها من قُدامى ثانويّتنا الّتي غرست في نفسها الاستقلاليّة وحبّ الانخراط في المجتمع ، وتتمنّى لقاء تلامذتنا ومحاورتهم. تعتبرُ أنّ النّجاحَ مُهمّ في كلّ نواحي الحياةِ كذلك هو أكثر أهمّيّة في العمل ؛

فبغضّ النّظر عن طبيعة العمل يسعى كلُّ إنسانٍ أن يكون ناجحًا ومتميّزًا . ومن بين أكثرِ المهن الّتي يطمح مَن يمتهنها للنّجاح ، مهنة الطّب وذلك لكونها مهنة إنسانيّة بحتة ومن يُقرّر أن يكونَ طبيبًا عليه أن يعرفَ كيف يكون إنسانًا وإنسانًا ناجحًا في عمله. لذلك قطعت عهداً على نفسها ألاّ يموتَ طفلٌ من جرّاء السّرطان بسبب نقص في الإمكانيّات الماديّة ،هذا أمر مرفوض الأطفال يشفون من السرطان بنسبة تتراوح ما بين 80 و90 في المائة.

بالتأكيد، "لا نستطيع إنقاذ الجميع، لكنّ هدفنا هو تأمين فرصة شفاء لهم على أقلّ تقدير". هكذا، انطلقت جمعيّة " تشانس "أو "فرصة" مع الدكتوررولا فرح صيّاد، "هي فرصة لكلّ طفل حتى يُشفى وفرصة لنا حتى نتمكّن من الاهتمام به" كما قالت . هذه الجمعيّة لا تحملُ أيّ صفة سياسيّة أو دينيّة تستند إلى داعمين دائمين وإلى مبادرات يقومُ بها شباب تبنّوا هذه القضيّة . كانت البداية مع روزنامة بالألوان يرسمها الأطفال المصابون ومن خلالها تمّ تأمين بعضًا من التّمويل إضافة إلى ورود بعض التّبرّعات. في ختام لقائنا الّذي تمنينا الاّ ينتهي زوّدتنا الدّكتورفرح بالنّصيحة التّالية : حين تعتقد أنّ حلمك مستحيلٌ تحقيقه فسوف يصبح مستحيلاً . أمّا حين تؤمن أنّ حلمَك قابل للتّحقيق فإنّك تصبح أكثر قدرةً وتصميمًا على تحقيقه .